هل أعترف القرآن بصحة العقيدة المسيحية وعصمة الكتاب المقدس ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

.

حين تفشل الكنيسة في إثبات ألوهية المسيح أو صحة عقيدة التثليث أو صحة كتابها المدعو مقدس تلجأ للتلاعب بآيات القرآن  ، وحين تسعى الكنيسة لتنصير الشباب المسلم الذي ظلم نفسه وترك حياته للهو ولا يعرف شيء عن إسلامه  تدخل إلى عقله من خلال الآيات القرآنية لتثبت له صحة عقيدتها فتجده فريسة سهلة يرفض أن  تحكمه عبادات وكأن الحرية سيجدها حين يتحرر من تلك العبادات ، وهو في باطنه يبحث عن مخرج يمنحه هذه الحرية فيخضع للسم في العسل من خلال حملة التنصير وكأنه بذلك غيَر طبيعة الكون باعتناقه المسيحية هربا من إله الإسلام وعباداته ليحتمي بإله المسيحية الذي حرره من أي عباده وفتح له باب الحرية التي يتمناها مقتنعا بأن إله الإسلام هو إله المسيحية ولكن الإختلاف هو أن إله المسيحية حرره من العبادات … يا لها من عقول .

.

هل تظن بأنك بذلك نجحت في تحقيق حريتك بالتحرر من قيد العبادات ؟ أنت واهم لأنك بعد أن كنت إنسان حر ولك كرامة ولك كلمة ولا يحكمك احدا أصبحت الآن عبد لكاهن يحكمك ويفرض عليك المذلة والخضوع له من اجل منحك الحرية التي تتمناها … وإن كنت تظن بأن الحرية التي ستجدها في المسيحية هي الجنس والمخدرات والخمور وافعل ما شئت ثم ولع شمعة في الكنيسة وكله حيبقى تمام تبقى حولت نفسك من إنسان إلى أي شيء أخر (جماد – حيوان – نبات)

الان نحن بصدد الحديث عن الآيات التي تستخدمها الكنيسة لتُثبت صحة عقيدتها وصحة كتابها من خلال القرآن ، وهي نفس الآيات التي تستخدمها لتنصير الشباب المسلم الذي تاه واصبح لا يعرف الحق من الباطل ولا الحلال من الحرام ولا الصح من الخطأ وسط فساد وتلوث سمعي وبصري وجسدي… فصدق قول الله عز وجل حين قال :- { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس (الروم41)}.

.

يجب أولا شرح عقيدة التثليث المسيحية لسهولة استيعاب ما سيتم طرح لاحقا .. الكنيسة تؤمن بأن معبودها عبارة عن ثلاثة أشخاص هم (الآب-الابن-الروح القدس) يتكلمون مع بعضهم البعض ويتشاورون وشخص يرسل الأخر – ولكن هؤلاء الثلاثة هم إله واحد لأنهم مكملين لبعض ولا يمكن أن ينفصلوا عن بعضهم طرفة عين وإلا خربت الدنيا ، لذلك هو دائما يدعي بأنه يعبد إله واحد ولكن هذا الإله مثلث الأقانيم (أي ثلاثة أشخاص) .

الآب = الله

الابن = الله

الروح = الله

ولكن الآب ليس هو الابن والعكس ايضا ، والابن ليس هو الروح والعكس ايضا ، والروح ليس هو الآب والعكس ايضا .

إذن السؤال الذي يسأله كل عاقل :- إن كانت الكنيسة تعبد إله واحد وكلا منهم يحمل نفس لفظ الجلاله (الله) فكيف كلا منهم لا يساوي الأخر ؟

.

حقيقة العقيدة المسيحية مبنية على تعدد الآلهة بلا شك ولا جدال والأناجيل التي يؤمنوا بها كشفت تلك الحقيقة وكشفت لنا الثلاثة آلهة وهم منفصلين وكلا منهم منفرد بذاته 

متى 3(16-17)

فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ .

.

إذن الإله الأول (الاب) يتحدث من السماء ، والإله الثاني (الابن) واقفا على الأرض يسمع ويرى ، والأله الثالث تجسد في حمامة … إذن هؤلاء هم الثلاثة آلهة (الآب والابن والروح) .

.

أولا :- الكتاب المدعو مقدس

قالت الكنيسة

لقد اعترف القرآن بكتابنا المقدس وأنه موحى به من الله وأنه هدى ونور للناس في قوله عن التوراة “قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس. قل الله” (سورة الأنعام). وفي قوله عن الإنجيل “وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل” (سورة الحديد). وفي قوله عن التوراة والإنجيل معًا ” وأنزلنا التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس” (سورة آل عمران). وعن  سلامة كتابنا من التحريف في قوله “يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت مصدقًا لما معكم” (سورة النساء). بل والإحالة إليه للتأييد والتدليل في قوله: “فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك” (سورة يونس). وعن حماية القرآن لكتابنا وحفظه من التحريف بقوله “وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لِمَا بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه” (سورة المائدة).انتهى

.

القارئ لتلك الإقتباس يضحك ساخرا من كاتبه لأنه يشهد للجميع بأن كتاب الكنيسة مُحرف وليس هو ما ذكره القرآن .. إن عظمة القرآن تؤكد تحريف الكتاب المدعو مقدس بكلمة واحدة وهي (آتيناه) … {“وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل” (سورة الحديد)} .

.

السؤال الآن الذي يفرض نفسه وللكنيسة حق الرد عليه إن كانت تملك الجراءة على ذلك : هل الكتاب المقدس جاء به المسيح حاملا إياه ؟ الرد معروف ولا نحتاج للكنيسة في الرد عليه: المسيح لم يكتب كتاب ولم ينزل عليه كتاب ….. هذا أولا

.

ثانيا :- فيما يخص التوراة نجده يستشهد بسورة الأنعام والتي تقول :- { الكتاب الذي جاء به موسى } ، أين هو هذا الكتاب الذي جاء به موسى ؟ فإلى الآن لا يوجد دليل واحد يثبت أن موسى عليه السلام هو كاتب الأسفار الخمسة (تكوين – خروج –لاوين – العدد – تثنية) ويمكنك التأكد من خلال هذا اللنك وكل مصادره مسيحية بحتة .. (اضغط هنا

.

ثالثا :- المضحك هو أن الكتاب الحالي الذي بين أيدي رجال الكهنوت بالكنيسة مازالوا يؤكدون بأن هذا الكتاب مُحرف وكله اخطاء وتحريف .. إذن الكنيسة تُعاني من أمران ، أمر خارجي وأمر داخلي ، فالأمر الخارجي هو أن القرآن الذي يستشهدوا به يؤكد تحريف كتابهم لقوله {“وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل” (سورة الحديد)} وايضا { الكتاب الذي جاء به موسى (الأنعام)}… اما الأمر الداخلي هو أن رجال الكهنوت تطعن في عصمته من التحريف .

.

ثانيا :- الثالوث المقدس

قالت الكنيسة

لقد اعترف بثالوثنا القدوس تفصيلًا؛ الله، وكلمته، وروح قدسه. وذلك في قوله “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه عيسى بن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين” (سورة آل عمران). وفي قوله “وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس” (سورة البقرة). وهذا هو ثالوثنا؛ الله الذي نطلق عليه لفظ الآب أي المصدر أو العلة العاقلة للوجود، وكلمته التي نطلق عليها الابن لأنه مولود من العقل الأزلي، وروحه القدوس روح الحياة في الله ولكل الوجود… انتهى

.

الكنيسة بتلك الإقتباس تقول للجميع بشكل علني بأنها تؤمن بتعدد الآلهة بقولها [وهذا هو ثالوثنا؛ الله الذي نطلق عليه لفظ الآب(1) أي المصدر ، وكلمته التي نطلق عليها الابن(2) ، وروحه القدوس(3) روح الحياة] .

.

تعالوا الآن نشاهد كيف تحرف الكنيسة الآيات وتتلاعب بالألفاظ لتحقق مأربها … {يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه عيسى } … بالفعل المسيح هو كلمة الله ، ولكن ليس المسيح فقط هو كلمة الله بل سيدنا يحيى عليه السلام ايضا هو كلمة الله :- {ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله (آل عمران 39)} ، فهل يحيى عليه السلام هو الله ؟

.

والآية الأخرى :- {“وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس” } .. الروح القدس المذكور في القرآن هو سيدنا جبريل عليه السلام وليس الله .. فالكنيسة تؤمن بان الروح القدس هو الله ، لذلك اقتبست الآية وحرفت تفسيرها طبقة لعقيدتهم للتضليل .. كما أننا لو نظرنا للآية سنجد بأن الله هو المتحكم والأعلى قدرا وقوة عن المسيح والروح القدس لأن راسل الرسل هو الأعلى قدرا من الرسول المرسل ، ولكن في المسيحية يؤمنوا بأن المسيح هو الله وايضا الروح القدس هو ايضا الله وبذلك لا يوجد توافق بين الآية وعقيدة التثليث الوثنية المسيحية البتة .

.

ثالثا :- البسملة

تقول الكنيسة

في بداية كل عمل بترديده بسم الله الرحمن الرحيم الإله الواحد.  وهو نفس ثالوثنا المسيحي.  الله الواحد هو الآب ذاته الله، والرحمن بصيغة المرة على وزن فعلان وتشير إلى الابن الوحيد الجنس، والذي صنع رحمة للعالم مرة واحدة بفدائه له من حكم الموت الأبدي.  والرحيم بصيغة الكثرة على وزن فعيل ويشير إلى الروح القدس روح الكثرة والنمو والخصب لأنه روح الحياة، والذي بفاعليته امتد عمل رحمة الله في فدائه.  وإن لم يكن الأمر كذلك، فما هي الحكمة من أن تكون هذه البسملة بسملة ثالوثية لله؟(انتهى)

.

ما فعلته الكنيسة من تحريف بكتب اليهود تكرره بالقرآن … إقتبست البسملة واخذت تحرف في تفسيرها بالباطل .

البسملة :- يسم الله الرحمن الرحيم

التثليث :- الآب والابن والروح القدس

.

الفارق بين الاثنين هي واو العطف التي تجمع المتعاطفين تحت حكم واحد ، وتعطف اسماً على اسم .. وهذا ما نحن بصدده في صيغة التثليث (الآب والابن والروح) .. مثل (أحمد ومنصور ورياض) ، فحرف الواو تؤكد بأن معبود الكنيسة  ثلاثة أشخاص .

مثال أخر وهو :- اسمي الثلاثي (صابر محمد الشاذلي) أم (صابر ومحمد والشاذلي) ؟ اترك الرد للعقلاء .

.

رابعا :- التجسد

تقول الكنيسة

لقد اعترف بسر تجسده في قوله “فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويا” (سورة مريم). وفي قوله “إنما أنا رسول ربكِ لأهب لكِ غلامًا زكيًا. قالت أَنَّى يكون لي غلام ولم يمسسنى بشر ولم أكُن بغيًا. قال كذلك قال ربك هو علىَّ هيِّن… وكان أمرًا مقضيًا” (سورة مريم). وهذا هو إيماننا أن المسيح ولد بقدرة الله على خلاف الطبيعة بطريقة معجزية تفوق إدراك البشر.. (انتهى)

.

هنا الكنيسة تعلن يعجزها في إثبات عقيدتها .. فالآية تقول :- (إنما أنا رسول ربكِ) كلنا نعلم تماما بأن راسل الرسل هو أعلى مقاما وقدرا وقدرة عن الرسول المرسل … فهنا الروح التى تمثلت للسيد العذراء عليها السلام هو سيدنا جبريل وأعلن لها بأنه رسول ربها … أما كون خلق المسيح عليه السلام معجزة فهو ليس أول ولا اخر مخلوق خلق بمعجزة بل هناك من هم أكثر إعجازا في خلقهم منه ، فآدم عليه السلام خلق بلا أب وبلا أم “معجزة” ، وحواء خلقت بلا أم “معجزة”، والكبش الذي فدى ذبيح ابراهيم عليه السلام “معجزة” ، وعصا موسى عليه السلام  التي تحولت لثعبان “معجزة” ، وسيدنا يحيى عليه السلام ولد “بمعجزة” ، وناقة سيدنا صالح عليه السلام “معجزة” …. وفي المسيحية لديهم شخص اسمه (ملكي صادق) هو بلا أب وبلا ام وبلا بداية وبلا نهاية

.

{العبرانيين7(1-3)}

لأن ملكي صادق هذا، ملك ساليم…. بلا أب، بلا أم، بلا نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة. بل هو مشبه بابن الله

.

إذن طريقة خلق المسيح عليه السلام ليست بالمعجزة التي توبيح للناس تأليته وإلا لعبدون كبش ذبيح ابراهيم عليه السلام .

.

خامسا :- روح منه

قالت الكنيسة

لقد اعترف بإيماننا بألوهية المسيح في قوله “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله بشَّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى” (سورة آل عمران). وفي قوله “إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه” (سورة النساء). وهذا هو إيماننا الكامل بالمسيح أنه كلمة الله وجوهره روحي (روح منه) وأنه من السماء وليس من هذا العالم (كلمته ألقاها إلى مريم) وأنه مرسل من الله (ورسول منه).. انتهى

.

قلنا من قبل أن المسيح ليس فقط هو كلمة الله بل سيدنا يحيى عليه السلام ايضا هو كلمة الله :- {ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله (آل عمران 39)} ، فهل يحيى عليه السلام هو الله ؟

.

قال الله تعالى :- {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28)  فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) (الحجر)}

.

فها هو الله عز وجل حين خلق آدم نفخ فيه من روحه … فهل نعبد آدم لمجرد أنه مخلوق بلا أب وبلا أم وأن الله نفخ فيه من روحه ؟

.

إذن سيدنا يحيى وسيدنا آدم عليهما السلام لهما نفس ما ناله المسيح عليه السلام … فمن منهم احق أن يُعبد ؟ بالطبع لا أحد منهم لأن المسيح عليه السلام قال :- {قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا (مريم30)} وتنكر المسيح ايضا وتبرأ مِن مَن يعبدونه {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (المائدة116)} ، فختمها الله على شعب الكنيسة فقال :- {لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا ولله ملك السماوات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير (المائدة17)}.

.

سادسا :- مريم العذراء عليها السلام

قالت الكنيسة

لقد اعترف بأن العذراء مريم التي ولدت المسيح هي فوق كل نساء العالم في قوله “وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين” (سورة آل عمران). وهذا هو إيماننا في العذراء القديسة مريم أنها كأم المسيح فاقت كل نساء العالم في الكرامة... انتهى

.

من المخزي والخلل العقلي حين يؤمن شعب بأن معبوده الذي يعتبرونه خالق كل شيء ولد من امرأة مخلوقة ونزل من عضو بجسدها تتبول منه .. كما أن قول الله عز وجل { إن الله اصطفاك وطهرك } ليس معناه بأنها فاقت كل نساء العالمين في الكرامة .

.

ففي صحيح البخاري – كِتَاب أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ – بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ

 بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى  وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ  فِرْعَوْنَ  إِلَى قَوْلِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ

 3230 حَدَّثَنَا  يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ  حَدَّثَنَا  وَكِيعٌ  عَنْ  شُعْبَةَ  عَنْ  عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ  عَنْ  مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ  عَنْ  أَبِي مُوسَى  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا  آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ  وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ  وَإِنَّ فَضْلَ  عَائِشَةَ  عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ  عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ

.

فإن كانت الكنيسة تستشهد بالإسلام لإثبات صحة عقيدتها فها هو الحديث الصحيح يؤكد بأن التعبير بالثريد وفضله بين سائر الطعام لبيان فضل عائشة – رضي الله عنها – على سائر النساء كما ذكر فضل عائشة بكلام مستقل ولم يعطف عائشة على السابقتين …. إذن لكل منهن فضلها.

.

سابعا :- المعجزات

قالت الكنيسة

لقد اعترف بأعمال المسيح الإلهية والتي تخص الله وحده وذلك في قوله عنه كخالق من الطين “إني قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله” (سورة آل عمران). وفي قوله عنه كشافى للأمراض ومقيمٍ للموتى “وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله” (سورة آل عمران). وفي قوله عنه كعالمٍ للغيب “وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. إن في ذلك لآية لكم إن كنتم تؤمنون” (سورة آل عمران). وفي قوله إنه لا سلطان لإبليس عليه في قوله “وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم” (سورة آل عمران). ويؤكد معنى هذه الآية تفسير الرازى لوجاهة المسيح في الدنيا بقوله “سمعت رسول الله يقول ما من مولود من بني آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا مِنْ نَخْسِهِ إياه. إلا مريم وابنها.. انتهى

.

إن كان المسيح لم ينسخه الشيطان فايضا أمه لم ينسخها الشيطان ، فهل هذا سبب لعبادتهما ؟ لا عزاء للعقلاء

.

الغريب ان الكنيسة تستعمي القارئ وتستخف بعقله لأنها تنكر حقيقة ما تقتبسه من القرآن ، فالآية التي اقتبستها يعلن فيها المسيح عليه السلام بأنه لا يملك من الأمر شيء ولكن ما يفعله من معجزات هي بأمر وإذن من الله فقال :-{ فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله} .. إذن ما يقوم به المسيح عليه السلام لا يتحقق إلا إذا أذن الله بتحقيقها .. كما أن القرآن ذكر بأن إحياء الموتى لم يقتصر على المسيح فقط ، فها هو ابراهيم عليه السلام يُحيي الموتى

.

{واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم (البقرة260)}.

.

وها هي جريمة قتل حدثت في عهد موسى عليه السلام ولم يُعرف القاتل واحتدم الخلاف بين بني إسرائيل فلجأوا إلى موسى عليه السلام ليطلب من الله تبارك وتعالى أن يكشف لهم لغز هذه الجريمة ويدلهم على القاتل وجاء الأمر من الله سبحانه وتعالى أن اذبحوا بقرة ،وذبحوها.. فأمرهم الله أن يضربوه ببعضها. أي أن يضربوا القتيل بجزء من البقرة المذبوحة بعد أن سال دمها وماتت -فجزء من ميت يُضرب به ميت فيحيا

.

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)  فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) (البقرة)} .

.

إذن حين يهب الله بعض من الناس معجزة فهذا لا يعني تألية هؤلاء الناس وإلا لعبدنا ابراهيم وموسى عليهما السلام .

.

وفي هذا المقام لنا سؤال للكنيسة لعلنا نجد له جواب :- طالما أن يسوع هو خالق كل شيء وقادر على كل شيء وأنه الإله الخالق ، فلماذا لم يُعيد يوحنا المعمدان للحياة مرة أخرى بعد قتله ظلماً بفصل رأسه عن جسده ، هل لعازر أفضل منه  أم أن يسوع لا يملك القدرة على إعادة رأسه المفصول لجسده ؟

.